يبدو أننا لانمل ولانكل ولم نبحث عن حلول جوهرية تضمن لقضايانا الاستمرار والنجاح، فقضية المعلمين والمعلمات تجاوزت مرحلة الملل إلى مرحلة (الهياط) بسبب كثرة الذهاب والجيئة، فالطرق جميعها مسدودة بفعل فاعل إلا باب الله الذي لايسد وعند الله تجتمع الخصوم.
إن الطريق إلى الله ليس طريقا مفروشا بالورود بل هو طريق تمحيص وابتلاء لابد فيه من الصبر على البلاء، فكل نكبة تصنع معجزة تجعل صاحبها قادرا على الإتيان بما أراده الله للإنسان من عمارة للأرض، وإني على يقين تام من أن جميع المعلمين والمعلمات وغيرهم من أولياء الأمور والغيورين قد وصلوا إلى مرحلة وعي أكبر بأمر الله، فهم اليوم ليسوا كالأمس ولقد وصلوا إلى المرحلة التي يراد لهم كمربين أو يتحركوا من خلالها إلى تحقيق مراد الله فيهم.
الآن كيف نصل إلى الحقوق؟
إن الوصول إلى الحقوق لايحتاج منا إلى انتظار غيرنا بل علينا نحن أن نسعى إلى البحث عن حقوقنا والتضحية في سبيلها، فلا ننتظر أحدا ليعطينا حقوقنا على شكل هبة يجتزئ منها مايشاء لأنها حقوق لا تنقص إلا بإذن صاحبها ورضاه، وذلك ينعكس تماما على باقي أمور الحياة بدءا من الحصول على مسكن وراتب وخدمة صحية واجتماعية وسيارة وأمان تام وبعد عن الإساءة للدين الإسلامي باستحلال الحرام وتحريم الحلال وتجريم أهل الحق أو أن يجعل بعض الجهلة من أنفسهم أندادا لله يشرعون مايخالف أمره فيهلكون الناس ويهلكون.
إن مصارعة الحق وأهله تخرج مابقي من حياء وخوف وتحول الأمر إلى صراع بين فريقين لايفوز منهما إلا من كان تقيا مؤمنا بقضيته قادرا على البذل في سبيلها.
فماقضية المعلمين والمعلمات إلا مثال على ضعف القضاء وعدم استقلاليته وطول مدته وهذا سيفتح أبوابا كثيرة منها مالايقبل أبدا ومنها ماهو ردة فعل، فمهما تجولنا في الحلول ووسائل التخدير وأخرجنا إلى الناس من يضيع عليها حقوقها بالتخدير والتسويف والمماطلة والتبرير فإنه لابد من يوم يصعب فيه إيجاد حل وهذا الأمر لابد أن نتنبه له لأن كل يوم يمل خسارة لوطننا الغالي فهناك مسؤولون في مواقع لايستحقونها فلا ندري كيف أتوا ولا مؤهلاتهم بل وحتى أن بعضهم لم يسمع عنه الناس إلا بعض فضائح شتى جعلته مسؤولا بارزا لايشق له غبار بل وينتظر منه أن يكون مؤتمنا على الناس خادما لهم، وهذا والله من أكبر الخداع الذي لايقبله طفل صغير فكيف بعقلاء تمر كل هذه من تحتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق