الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

الحرب الباردة بين المعلمين ووزارتهم

تملك الوزارة قوة جبارة تتمثل في نفوذها الإعلامي وقدراتها في مواجهة وردع أي فرد يحاول أن يخالف قراراتها أو يكذب أو ينتقد أي شيء يحدث في الوزارة لأن هناك رؤية استراتيجية مستقبلية وخطة خمسية وزعبلة نفيسة، فكلما حاول المعلمون التقاط أنفاسهم بعد متابعة أحد التهديدات الوزارية يفاجؤون بأن الوزارة لاتزال تسدد لهم مزيدا من اللكمات ومن كل الاتجاهات حتى (تعود) المعلمون على هذه القرارات والتوجيهات لما علموا بأن المشاورة والحوار مجرد شماعات يصطنعها القوي ليكسب المعركة دون جهد يذكر।

عندما قام المعلمون بإنشاء منتداهم الحواري وأردفوا عليه ثانيا وثالثا وجدت الوزارة أن ذلك يمثل تهديدا لها فعمدت إلى التشكيك في قضيتهم التي يودون الانطلاق منها نحو العالمية، ولما وصلت الأمور إلى طريق مسدود وأن قضية المعلمين والمعلمات تتجه إلى مسارها السليم وأن الحقوق باتت قاب قوسين أو أدنى أخرجت الوزارة (أسلحة الدمار الشامل) فأضاعت قضية المعلمين والمعلمات باستغلال السلطة والتضييق على المنتديات بالقمع وكتم الأنفاس وحيث أنني كنت مشرفا في أحدها فقد كنت أتلقى النصائح تلو النصائح ليستمر المنتدى ،لكني لم أستطع المواصلة لأني حقيقة وجدت أن الأمل مفقود فعمدت إلى استمرار الحرب الباردة مع بعض المناوشات العسكرية، لكن كان هناك جهاز إقصاء بعيد المدى استطاع إبعاد الكثيرين عن القضية وتشتيت الجهود فضاعت وخفت صوتها كما ضاعت الأسهم وغيرها।



لكن الطامة أن ديوان المظالم بنفسه أضاع القضية لأسباب أهمها عدم استقلاليته ومخالفته للشريعة الإسلامية بتقديم قول المخلوق على الخالق نسأل الله السلامة والعافية।



أما الآن وحتى كتابة هذا المقال فإن هناك إعدادا قويا لتدمير مابقي من فتات لتضمن الوزارة طواعية المعلمين لها وهذا الأسلوب يذكرني بقصة (مزرعة الحيوان) لجورج أرويل ، فكم كان من الأفضل لوزارتنا أن تحتوي المعلمين وتحميهم وتعالج قضاياهم بدلا من التصرف الغير واعي وصناعة مزيد من الكراهية ضد الوزارة.



بقي أن نتقدم بخالص الشكر لأبطال القضية وللمحامي المبدع أحمد المالكي وللأسدين أبي أنس و عارف الهذلي والمجال يطول لكن كلمة الحق أن هؤلاء عملوا بجهد كبير نسأل الله لهم التوفيق।

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق