مازلت مستغربا كيف أن أحمد العلي اليوم أصغر مني؟ فبالأمس حين كنت في المرحلة الثانوية كان عمره 29عاما وكنت صغيرا ،واليوم وبعد سبع سنوات عجاف في التعليم لايزال أحمد العلي في نفس السن ولا يزال كتاب الطالب الذي درسته هو الذي أدرسه للطلاب، بمعنى أنني لم أستفد من شهادة الجامعة فماتعلمته أصبحت أعلمه، والمضحك أن الوزارة لديها قسم لتطوير المناهج والقسم مشغول بتنوير المناهج، أقصد حرق المناهج ودمجها وتنقيح كتب الدين واللغة العربية لتتماشى مع النظرة العالمية للإسلام!!
كل عام وخلال الفصل الثاني، يأتيني سؤال من الطلبة عن أحمد العلي، "ياهوووه ورانا ورانا أحمد العلي"؟ هذا مايقوله الطلاب....
بالمناسبة، لدي صديق من عائلة العلي وهي عائلة لها تاريخا وكبارها وعلماؤها ،وصديقي حقا شخصية رائعة وناجحة تشرفت بأخوته الرائعة وفقه الله।
تعليمنا مهترئ ونظرياته بادت ولكن حكم القوي على الضعيف أن ندرس طلابنا مناهج جامدة نحشيهم بها كل يوم كما تحشيهم الام بي سي وروتانا وسبيس تون ببرامجها.
بالنسبة لتطوير المناهج فلن أصدم إن وضعت له ميزانية خاصة ليصبح مثل منهج اللغة الانجليزية في المرحلة المتوسطة وذلك عندما استخدمت نظرية ( نسخ ولصق) فالمنهج لايحمل أي فكرة سوى الحشو، بل الحشو المبالغ فيه.
هل أتمنى أن تأتينا شركات ماليزية لتمسك بزمام التعليم؟ أم نترك الأمور كما هي حتى نغرق في السفينة جميعا؟
لاأدري، فالتعليم لدينا متهالك والإعلام يتحدث عنه كأنه ثورة كما يتحدث عن المدن الاقتصادية وجامعة كوست أريكة أو عريكة، المهم أننا في بلد المتناقضات .
أتمنى أن يبقى أحمد العلي وياسر العمر في مناهجنا ولا يأتينا "جستاف ايفل" و " تد جيمس"؟؟ لأن الذي ألف الكتاب الأول استطاع إكساب المنهج مرونة وكأنه يعلم أن التعليم عندنا لن يتطور، أما مؤلف المنهج الثاني فلقد أغرقنا في الوحل في منهج المرحلة المتوسطة فكيف سيكون في المرحلة الثانوية؟

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق