اليوم وبينما أتنقل في اليوتيوب، رأيت مناظر أستحي من وضعها هنا في مدونتي، معلمون يدمرون الأطفال، أحدهم يقول لطالب: "قل أنا بزر"، كلمة مؤلمة في الحقيقة والمؤلم أن ذلك الطالب سيكبر وتكبر معاناته معه، خصوصا أن ذلك الطفل ومن خلال رؤيتي له، أحسست أنه يحتاج إلى اهتمام ورعاية لأن هناك مشاكل خارج المدرسة أضرت بشخصيته، والمدرسة بدلا من رعايته قامت بإهانته।
صحيح أن هذه المدونة هي صوت المعلم ،ولكن ليس على حساب الطالب، فليس من المعقول أن نتباكى على ضياع حقوقنا من الوزارة البائسة ونتصرف مثلها، يبدو أن الفيديو كان مؤلما جدا، لكن قد نفاجأ بهذا الطالب يتحول إلى شخصية أخرى نتسبب نحن في ضياعها وتدميرها، فالإنسان له كرامته التي لايجب أن نتجاوزها ونحتقرها فلسنا اشتراكيين نحتقر الإنسان ونعلفه، ولسنا رأسماليين نستغل الإنسان ونتاجر به، بل نحن مسلمون نحترم إنسانية الإنسان وحبه في البقاء لكن ليس على حساب ديننا الذي يأمرنا بأن نجعل محبة الله ورسوله مقدمة على كل شيء।
المفترض من هذه الوزارة أن تكمل تهديداتها وتحاسب حسب الشريعة الإسلامية كل مقصر يضر بالطلاب كما كل طالب يضر بمعلميه، وإلا فمامعنى كل تلك التهديدات ضد المعلم؟ هل يعقل أن الوزارة تتعمد جعل المعلمين يؤذون الطلاب ويدمرونهم ليكونوا قنابل موقوتة مستقبلا؟ ليس بمستبعد عليها....
المصيبة أن جو المدارس لدينا متوتر للغاية فتسمع عن ضرب طلاب لمعلميهم ومعلمين لطلابهم، ولا أدري ماسر توقف الحملات الإعلامية ضد الضرب في المدارس؟ هل هي أوامر أم أن المعلمين ماعادوا يضربون؟
يبقى أن نعي كمعلمين أن التعليم حق للجميع وطالب اليوم لن يكون طالب الغد بإذن الله ، بل سيكون شيئا آخر، وقد يكون رئيسا مباشرا لنا في أعمالنا أو طبيبا أو مسؤولا كبيرا ، أو قد يكون شخصية مجرمة نحن المعلمون سبب في تصديرها للمجتمع।
البارحة أتاني اتصال غريب والرقم دولي فأحببت معرفة الأمر فكان أحد طلابي المتميزين يبشرني بقبوله في كلية الطب في مصر، هذا المتصل كان طالبا وقد يكون قد تعرض للسوء من معلم أو آخر لكنه اليوم طبيب المستقبل وسيكون له مكانته بإذن الله।
يجب أن نعي ونحن نخاطب هؤلاء الأطفال أنهم لن يدوموا طلابا ولن ندوم معلمين، بل سيكبرون وسيصبحون شخصية أخرى؟ لم لا يكون لنا دور في بناءهم، صحيح أن أنه لايمكن الجزم بأن جميع المعلمين محبوبون بل كم من معلم مخلص مكروه وكم من معلم فاسد يحبه الطلاب ولاينسونه لأن الطالب اليوم لايدرك مصلحته حتى يصل إلى المكان الذي تفتخر فيه به.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق